على غرار فيلم الرسوم المتحركة "UP" والذي اجتاح العالم كالعاصفة، وتأثر به من شاهده وبقصته، فمن ضمن أحداث الفيلم أن هناك بيتاً قديماً أراد رجال أعمال بأن يطوروا المنطقة التي يوجد بها المنزل وأرادوا شراء المنزل من صاحبه العجوز ولكن رفض ذلك وبدأ العمران يتطور من حوله إلى أن جاء القرار بهدمه وقرر الرجل العجوز بربط المنزل بالبالونات، وكل من شاهد الفيلم سيتذكر الآن ذلك المشهد.
لكن هذه المرة الأمر حقيقياً ويحصل على أرض الواقع، فهذا المنزل يعود لإمرأة عجوز تدعى "إيدث" تبلغ من العمر 84 عاماً، كان لديها إصرار وعناد وتحدي ضد قرار شراء المنزل الذي قدمته لها مجمع التنمية لبناء مركز تجاري مكان المنزل، ونجح عنادها في رفض ذلك العرض لبيع منزلها.
وبنفس المشهد في الفيلم يتكرر هنا، يبقى منزلها الصغير والقديم المتواضع وسط جدران المركز التجاري العملاق، ويضطر المستثمرون بأن يصمموا المتجر دون التسبب بأي سوء لمنزل تلك العجوز.
وشاهد صورها وهي صغيرة السن ولاحظ نظرتها التي تدل على قوتها وسيطرتها، ولاحظ ذلك أيضاً من القصص الغير عادية التي تسردها له، حيث قالت أنه تم تجنيدها من قبل المخابرات البريطانية كطالبة موسيقى وأرسلت إلى ألمانيا للتجسس على النازيين.
وأصبح المشرف على البناء مرافقاً لها على الدوام ويلبي لها احتياجاتها، وعندما سألها عن سبب رفضها لبيع المنزل كانت إجابتها رائعة، فقالت "أين سأذهب ؟ لا يوجد لدي عائلة وهذا منزلي. أمي ماتت هنا، على هذا السرير، عدت إلى أمريكا من إنجلترا لأعتني بها، وجعلتني أعدها بأن أدعها تموت في بيتها وألا أنقلها إلى عيادة أو مشفى لتموت هناك، فهي تريد أن تموت على سريرها في بيتها، وأنا حفظت ذلك الوعد. وأيضاً هذا هو المكان الذي أريد أن أموت به أيضاً، في هذا المنزل، وعلى هذا السرير، مثل أمي"






